ذاكرة الألم: ورشة عمل تسلط الضوء على إرث جرائم البعث في العرا

في خطوة علمية وإنسانية هادفة، نظّمت كلية طب الزهراء بجامعة البصرة ورشة عمل بعنوان "ذاكرة الألم: أثر جرائم البعث ضد المجتمع العراقي" ، وذلك يوم الاثنين الموافق 1 كانون الأول 2025، في تمام الساعة العاشرة والنصف صباحًا، على قاعات مبنى الكلية. جاءت هذه الورشة برعاية كريمة من السيد رئيس جامعة البصرة الأستاذ الدكتور مهند جواد كاظم ، وبإشراف مباشر من السيد عميد الكلية الأستاذ المساعد الدكتور جواد رمضان ، ومعاون العميد للشؤون العلمية المدرس الدكتور إحسان مردان حمود ، وبالتنسيق مع مركز التطوير والتعليم المستمر، وبالتعاون مع وحدة التعليم المستمر في الكلية.

أهداف الورشة

هدفت الورشة إلى تسليط الضوء على الحقبة السوداء من تاريخ العراق الحديث، التي شهدت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان على يد النظام البعثي، وما خلّفته تلك الجرائم من آثار نفسية واجتماعية عميقة لا تزال تلقي بظلالها على المجتمع العراقي حتى اليوم. كما سعت الورشة إلى تعزيز الوعي الأكاديمي والطلابي بأهمية توثيق هذه الجرائم، وعدم نسيانها، لضمان عدم تكرارها مستقبلاً.

محاور الورشة

تضمنت الورشة عدة محاور رئيسية، من أبرزها:

- التحليل النفسي لضحايا النظام البعثي: حيث تناولت المحاضِرة المدرس المساعد سرى منصور ناصر الأثر النفسي العميق الذي خلّفته ممارسات القمع والتعذيب والتهجير القسري على الأفراد والعائلات، خاصة في المناطق التي شهدت انتهاكات ممنهجة.
- الذاكرة الجمعية والمصالحة الوطنية: ناقش المشاركون أهمية الحفاظ على الذاكرة الجمعية كوسيلة لمواجهة النسيان، وتعزيز ثقافة العدالة الانتقالية والمصالحة المجتمعية.
- دور المؤسسات الأكاديمية في توثيق الجرائم: تم التأكيد على مسؤولية الجامعات ومراكز البحث في توثيق الحقائق، وتقديم الدراسات التي تساهم في بناء سردية وطنية قائمة على الحقيقة والعدالة.

أهمية الورشة

تأتي هذه الورشة في وقت يشهد فيه العراق جهودًا متواصلة لإعادة بناء النسيج الاجتماعي، ومواجهة إرث الماضي المؤلم. إن تسليط الضوء على جرائم النظام البعثي لا يهدف فقط إلى استذكار المآسي، بل إلى استخلاص العبر، وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان، وترسيخ قيم العدالة والمساءلة.

كلمة أخيرة

إن مبادرة كلية طب الزهراء في تنظيم هذه الورشة تمثل نموذجًا يُحتذى به في ربط العمل الأكاديمي بالواقع المجتمعي، وتؤكد على أن الجامعات ليست فقط مؤسسات تعليمية، بل منارات فكرية وإنسانية تسهم في بناء الوعي الوطني، وتضميد جراح الماضي.